THE 2-MINUTE RULE FOR التغطية الإعلامية

The 2-Minute Rule for التغطية الإعلامية

The 2-Minute Rule for التغطية الإعلامية

Blog Article



فالمحصلة المطلوبة هي تحقق الصالح العام، الذي لن يحصل إذا انعدمت الحرية اللازمة والكافية لاحترام وتطبيق هذه المبادئ من قبل الصحفيين والقيادات الإعلامية في المؤسسة مع إتاحة حق النقد والرد والتصحيح، وعلى الرغم من تباين تعريف ماهية الصالح العام من بلد إلى آخر، فإن الجمهور وبمختلف فئاته يعرفون أن الصالح العام يتمثل في اهتمام الإعلام بالمعلومات والقضايا التي تشغلهم، وتؤثر على حياتهم اليومية، سواء تعلقت بقرارات الحكومة، أو ما يجيزه البرلمان من موازنات توضح الموارد المرصودة لتوفير الخدمات والحقوق الأساسية وحماية الحريات العامة، ومكافحة الفساد، ومنع إفلات مرتكبيه من العقاب، وإقامة المساءلة، وتعزيز سيادة حكم القانون وكشف الحقائق، ومنع تضليل الرأي العام لأجل تمكين الناس من الحصول على محتوى ومضمون إعلامي دقيق وصادق.

ففي الوقت الذي يُفترض أن تكون وسائل الإعلام قد قامت بدورها في تثقيف المتلقي بكافة الأمور الصحية ويكون مستعدًّا -معرفيًّا ومهاريًّا- للتعاطي مع أية أزمة صحية، نجدها تتهافت على نقل أخبار آثار أزمة كبرى حلَّت بالعالم أجمع مثل جائحة كورونا، بعد أن استحكمت ولم تترك مجالًا للندم. علمًا بأن كافة العلوم التي تدرِّس الأزمات تقول: إن "الوقاية خير من العلاج".

ولأن مبدأ عدم التمييز فيه معنى شامل لاحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، التي هي إحدى أهم مقاصد النظام العالمي لحقوق الإنسان، فقد نهضت الأمم المتحدة بجهود كبيرة في تعزيزها جميعا باعتبارها الراعية للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وبصفة خاصة حرية الإعلام محور مقالنا والتي تشكل ركيزة استندت عليها حريتا الرأي والتعبير اللتان تشكلان الركن الأساس لجميع حقوق الإنسان وحرياته العامة.

خلاصة القول فإن ما أوردناه من أمثلة يعزز من مسؤوليات وواجبات الدول في كفالة التمتع بالحق في حرية الصحافة وممارستها، وعدم التدخل في انتقاصها، أو انتهاكها، وقد حددت غاياتها بأن تحقق مقاصد الأمم المتحدة في احترام مبادئ ومعايير حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية المتأصلة في كل فرد دون تميز، ويفرض كذلك التزامات قانونية وأخلاقية تجب مراعاتها من قبل وسائل الإعلام والصحفيين.

غياب الإعلام الصحي المتجذِّر الذي يُكسِب القناة تميُّزًا على مستوى التحرير وانتقاء القصص الإخبارية واختيار زوايا المعالجة التي تحيل الوسيلة الإعلامية إلى فاعل رئيس في الأزمة، يعتمد عليها المشاهد في الجوانب الإخبارية والإرشادية والتعليمية، على الرغم من استعانة القناة بخبراء مؤقتين في المجال الصحي للتعاطي مع تساؤلات الجمهور.

أما السمة العامة لتغطية قناة العربية لفيروس كورونا مقارنة بالقناتين الأميركيتين، فهي تعامل قناة العربية مع مرض فيروس كورونا باعتباره جائحة في المقام الأول (أي أن التركيز يشمل كافة بقاع العالم خاصة بؤر التفشي وليس على بلد مقر القناة)، بينما تتعامل القناتان الأميركيتان مع الفيروس باعتباره وباء تفشى في الولايات المتحدة الأميركية في المقام الأول بالإضافة إلى تمظهراته كجائحة تعمُّ العالم بأسره. وانطلاقًا من هذا التوجه في التغطية، فإن تغطية القناة للجائحة تبدو عالمية وتثقيفية أكثر منها محلية منغمسة في التفاصيل.

وفائدة هذا النوع من التغطية هو تقديم الحدث بأقل عدد ممكن من الكلمات إذ تُضاف المقاطع المرئية للتغطية، مما يمكننا من تقديم الخبر مكتوباً ومرئياً وإلكترونياً في نفس الوقت. وتخدمنا في هذا الإطار التطورات التكنولوجية التغطية الإعلامية اللامحدودة حيث يمكن للصحفي توظيف العديد من التقنيات واستخدام البرامج البسيطة لتجويد مادته الصحفية وجعلها أكثر تشويقاً دون حاجته إلى أن يكون خبيرا تكنولوجياً أو متخصصاً في هذا المجال.

مدخل للتغطية الصحفية بواسطة الوسائط المتعددة ومستقبل الاعلام

– المصداقية في الالتزام بجميع المبادئ المهنية والدقة والموضوعية في مواجهة السلطة بالوقائع ومطالبتها بكشف الحقيقة.

الاهتمام بالآثار الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية للجائحة وتوقعات مستقبل العالم من حيث الأنظمة السياسية والعلاقات الدولية والتنمية.

ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان محمد ميرغني

والأكثر من ذلك، فكما يقوم الصحفيون التقليديون بدراسة الموضوع قبل تغطيته، فعلى الصحفيين الذين يستخدمون الوسائط المتعددة أن يقوموا بدراسة المواضيع التي يقومون بتغطيتها.

ضعف الإعلام الصحي الذي يفترض أن يكون في قمة نشاطه وأدائه أثناء هذه الجائحة، مقارنة بما يحدث في تغطية قناة "سي إن إن". وهذا مرتبط بالسياسة التحريرية التي تقاوم الحقائق والآراء وتحذِّر من مخاطر الجائحة وتدعو إلى التصدي لها بحزم دون الدخول في حسابات اقتصادية تقارن بين تكلفة الجائحة والتكلفة الاقتصادية لمواجهتها.

بينما تبدو الممارسة الفعلية لإعلام الأزمات في شكل "تغطية صحافية مواكبة للأزمات ومراحل تطورها وآثارها على الجهات المستهدفة". أي إن إعلام الأزمة -نظريًّا- هو ممارسة وقائية مستدامة تتغيَّا تربية المتلقين على تفادي وقوع الأزمات عبر الممارسات السليمة، بالإضافة إلى حسن التصرف عندما تحلُّ أزمة خارجة عن السيطرة. بينما إعلام الأزمة الفعلي -كما يبدو في الممارسة ويتجلى الآن في أزمة كورونا- يبدو أكثر تخبطًا وهو يلهث وراء تغطية الأزمة بغرض التقليل من أضرارها ويختفي باختفائها إلى أن تحلَّ أزمة جديدة، وهكذا دواليك.

Report this page